al i3tikaf in ramadan

[Farah]

إخواني أخواتي.. الإعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله والإنقطاع لعبادته والتفرغ من شواغل الحياه ..والاعتكاف سنَّة مؤكدة، وهدي نبوي فاضل، التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، كما حدثتنا بذلك السيدة عائشة رضي الله عنها، واعتكف أزواج النبي من بعده،كما اعتكف أصحابه معه وبعده، ودرجعلى ذلك العلماء والعبَّاد والزهَّاد وطلاب الآخرة..
كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم المستمر.. الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين .

وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر.. قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ،وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .

وقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.

قال الإمام الزهري رحمه الله : { عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .

والاعتكاف المسنون هو اعتكاف الروح والجسد إلى جوار الرب الكريم المنان..اعتكاف في خلوة مشروعة تتخلص النفس من أوضار المتاع الفاني، واللذة العاجلة، وتبحر الروح في الملكوت الطاهر؛ طالبة القرب من مالك الملك.. ملتمسة لنفحاته المباركات.. نعم من أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح.
الاعتكاف المسنون هو الخلوة الصادقة مع الله تفكراً في آلائه ومننه وفضائله، واعترافاً بربوبيته وإلهيته وعظمته، وإقراراً بكل حقوقه، وثناء عليه بكل جميل ومحمود.

[Farah]

الاعتكاف المسنون قيام وذكر وقراءة قرآن، وإحياء لساعات الليل بكل طيّب وصالح من قول وعمل.
لقد أحيا الأخيار سنة الاعتكاف بعد أن عطلت ونُسيت دهراً طويلاً

ومما يجدر التنبيه إليه... أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها ، وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وإلا لا يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر.. إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشرسوا ءً نهاراً أو ليلا.. كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل الضرورية.. فإذا ما خرج لأمر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته ، لأن الإعتكاف في العشر مسنون. أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأن اعتكافه هنا يبطل بخروجه من المسجد.. كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه..
ويكاد هذا الاعتكاف أن يخرج عن إطاره المشروع، وهدفه السامي لدى البعض، حتى قلَّت منافعه وانحسرت فوائده. بسبب


- 1 الرياء والسمعة:
وكلنا يعلم أن الرياء والسمعة مبطلان للعمل، وهو ضرب من الشرك الخفي الذي حذر منه نبينا صلى الله عليه وسلم.
فكثيراً ما يجاهر بعضنا باعتكافه بلا مناسبة، وكان حق هذا العمل الصالح الاجتهاد في إخفائه عمن لا يعلم به على الأقل.
ومن السلوكيات الخاطئة في الاعتكاف
2 - الإكثار من لغو الحديث:
فقد يجتمع في المعتكف أشخاص كثيرون، وربما بعضهم يعرف بعضاً، فيجلس بعضهم إلى بعض يتجاذبون أطراف الأحاديث والمناقشات وغيرها يقطعون بها الوقت، وفي ذلك حرمان لكل واحد منهم من الخلوة بالنفس والتضرع والتفرُّغ للعبادة، وكلها مقاصد كبرى للاعتكاف.
ويخرج الاعتكاف عن إطاره المشروع
عند الانشغال بالهاتف الخلوي( الموبايل):
حيث يتَّصل المعتكف بكل معارفه وأصدقائه، ويسألهم ويسألونه عن الصغير والكبير.. والكثير والقليل من الأمور.. ويتبادلون المزاح، والطُرَف والأخبار والقصص. وهذا مناف لثمرة الاعتكاف: إذ أن فائدته أن يقطع المعتكِف علائقه عن الدنيا وما فيها، ويخلو بربه، ويتلذذ بمناجاته، ويجتنب أعمال الدنيا.. وأن يُقِلَّ من مخالطة الناس ما أمكن.
الإعتكاف سنه ثابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قل المشمرون لها ونقص الراغبون فيها
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده
الإعتكاف سنه ثابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قل المشمرون لها ونقص الراغبون فيها
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده ..

[Farah]

لماذا تركنا الاعتكاف ؟!
هل تركنا الإعتكاف لافتتاننا بالدنيا ..
هل تركنا الإعتكاف لانشغالنا بالأموال والأولاد ..
هل تركنا الإعتكاف لاعتيادنا على حياة الترف والنعيم ..
وإضاعتنا للأوقات في القيل والقال والنوم والأسواق
وهل تركنا الإعتكاف لتكاسلنا عن الطاعات وتثاقلنا عن اكتساب الخيرات ..
اخواني أخواتي ..لقد تركنا الاعتكاف لجهلنا بقيمة هذه الخلوة الربانية في إصلاح النفس وتزكيتها وإشراق الروح وتطهير القلب من أدران المعاصي والشهوات ..
فعلينا أحبتي أن نحيي سنه الأعتكاف بالمبادرة إلى هذه العبادة الجليلة التي هجرها الكثير لنحييها بصدق العزيمة.. وترك التكاسل والتثاقل عن الطاعات .. هي أيام قليلة معدودة.. لكن فضائلها وخيراتها كثيرة

وفقنا الله وإياكم لطاعته والسلام عليكم


منقوول

[Sponsored content]